قصيدة الشاعر العراقي معروف الرصافي “ناموا ولا تستيقظـوا ما فــاز إلاَّ النُّـوَّمُ” و كأنها تعبير عن حال العرب اليوم .
نظم أروع قصائده ، في الاجتماع و الثورة على الظلم ، قبل الدستور العثماني . رحل بعد الدستور إلى الأستانة ، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية . انتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني . و هجا دعاة (الإصلاح) و (اللامركزية) من العرب. و انتقل بعد الحرب العامة الأولى (سنة 1918) إلى دمشق . ثم عين أستاذاً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس ، فأقام فيها مدة .
يا قـوم لا تتكلَّـموا إن الكــلام محـرَّمُ
ناموا و لا تستيقظـوا ما فــاز إلاَّ النُّـوَّمُ
و تأخَّروا عن كلِّ مـا يَقضي بـأن تتقدَّموا
و دَعُـوا التفهُّم جانبـاً فالخير ألاَّ تَفهـمـوا
و تَثبتُّوا في جـهـلكم فالشرُّ أن تتعلَّــموا
أما السياسة فاتـركوا أبـداً و إلاَّ تندمـوا
إن السياسـة سـرُّها لو تعلمون مُطـلسَمُ
و إذا أفَضْتم في المبـاح من الحديث فجَمْجِموا
و العَدلَ لا تتوسَّمــوا و الظلمَ لا تتجَّهـموا
من شاء منكم أن يعيش اليوم و هــو مُكرَّمُ
فليمُس لا سـمـع و لا بصر لديه و لا فــمُ
لا يستحـق كرامــة إلا الأصم الأبكــمُ
و دع السعـادة إنمــا هي في الحياة توهُّــمُ
فالعيش و هـو مـنعٌّـم كالعيش و هو مذمّـمُ
فارضوا بحكم الدهــر مهـما كان فيه تحكُّمُ
و إذا ظُلمتم فاضحكـوا طربـاً و لا تتظلَّمـوا
و إذا أُهـنـتم فاشكروا و إذا لُطمتم فابسـموا
إن قيـل هـذا شهدُكم مرٌّ فقـولوا علقــمُ
أو قيـل إن نهـاركـم ليـل فقولـوا مظلـمُ
أو قـيـل إن ثِمـادكم سيـل فقـولوا مُفعمُ
أو قيل إن بلادكـــم يا قوم سـوف تقسَّمُ
فتـحمّـدوا و تشكـّروا و ترنّحـوا و تـرنّمـوا