الأرجنتين تعانق الذهب وكرة القدم تبتسم أخيراً للبرغوث الأرجنتيني

الأرجنتين تعانق الذهب وكرة القدم تبتسم أخيراً للبرغوث الأرجنتيني

ليلة كروية أظن أنها ستصنف كأفضل مباراة في نهائيات مونديال كأس العالم، نهائي بمثابة إعادة اعتبار للكرة اللاتينية، بتقليص فارق الألقاب مع الكرة الأوربية، بعد علو كعب الكرة الأوروبية أخيراً، واحتجازها لقب كأس العالم منذ 2002.

أخيراً الساحرة المستديرة ابتسمت للملايين من راقصي التانجوا!!!
ابتسمت للساحر الأرجنتيني ليو ميسي، وتحقق الحلم الذي طالما انتظره ميسي، واستحق أن يعانقه.. نعم جاء متاخراً..
لكن كما يقال أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل.

أشرقت شمس الأحلام، ليس فقط على الأفضل في التاريخ، بل على ملايين من مشجعين، وصحفين ومحللين، ورياضين، ومتابيعن ظنوا أن الليل سيكون سرمدياً..
بل حتى كارهو ميسي فرحوا بتحقيق ميسي لهذا اللقب قبل محبيه، وهذا من باب الإنصاف، وأظن أيضاً، أن من باب الإنصاف، أن كرة القدم لن تكون عادلة، إذا لم يتوج بها البرغوث الأرجنتيني في هذة النسخة.

الأحلام المتسحيلة تصبح ممكنة إذا وجدت العزيمة. وهذا لم يكن محض صدفة، أن يتوج بهذا اللقب الغالي، ميسي ورفاقه، بل كان نتيجة جهد وعناء، بعد خيببات تكرررت مرات ومرات.

عام 2022 هو الـجمل في تاريخ البرغوث الأرجنتيني، بعد تتويجه بلقب كوبا أمريكا، وكأس العالم في قطر، هكذا هي النهاية ياليو، هكذا هي النهاية يا خليفة مارداونا.

أين أنت يا ماردونا لتشارك ليونيل فرحته، وابتسامته العريضة التي فارقته لسنوات؟

وأين أنت يا ديجو، لترى ملايين الأرجنتين، والفرحة تغمرهم، وهم يرددون ليو ليو ليو، بعد أن قسوا عليه، وقاموا بتكسير تمثاله؟
بل أين أنت يا ماردونا، لتشهد على ليلة لن تنام فيها بيونس أيرس، بل لن ينام فيها سكان العالم فرحاً، وابتهاجاً بتتويج ميسي بأحب الألقاب إلى قلبه بعد عمر ٣٥ سنة؟

الكرات الذهبية السبع

سيكتب التاريخ أن صاحب الكرات الذهبية السبع، والأفضل في تاريخ الكرة المستديرة، عقد صلحاً وسلاماً مع الساحرة للقلوب، والجامعة للملايين، في مدينة لوسيل، وفي دولة عربية اسمها قطر، وبحضور أكثر من 80 ألف، شاهد منهم الرئيس الفرنسي ماكرون، وحوالي ملياري متفرج!

نحن لم نكن محظوظين بأننا لم نعاصر بييليه، ولا ماردونا. لكن الحظ بات حليفنا بعدما عاصرنا رجلاً حمل فريقاً على كتفيه، لعقد ونصف، في زمن تعددت فيه المواهب والنجوم !!
غاص في أعماق الملاعب، واستبسل في مواجهة عواصف ورياح المنتخبات، ظن الجميع بأن المنتخب الأرجنتيني غرق، لكن البرغوث انتشله وأعطاه قبلة الحياة، بتتويج لن يستيطع أن يصفه لا الكتاب، ولا الشعراء ولا المحليين…

عذراً امبابي، عذراً ديشامب، هذة الكأس كأسي، هذا الزمان زماني. هذا العام عامي.

سأعطيكم المجال عند اعتزالي.

سأفسح لكم الطريق بعد رحيلي.. ولتشهد ياكريستيانو على ذلك…

Comments are closed.