رواية عام من السرطان… تجربة حياة
السرطان أحد تلك الأقدار الصادمة. تلك المصائب التي قد تقتل البعض، وتجعل البعض الآخر أكثر قوة. الفرق هو مدى إيمانك، وقدرتك على مواجهة مصائبك. التحدي الذي يبدأ من داخلك.
الكابوس
أصعب فترات حياتي تلك التي أعيشها الآن. تغير كل شيىء في المنزل، الطعم واللون والرائحة. الحزن يسيطر على الأولاد خوفاً على أبيهم.
مزيد من التخبط واختلاف الآراء بين الأطباء. لابد من اتخاذ طريق العلاج، فأنا لا أملك رفاهية الوقت، الذي أصبح ثمنه غالياً جداً، هو حياتي.
تقطعت الطرق أمامي، لا أعرف أيهما طريق مشواري أبو المشاوير، لا أرى الخطوط المرسومة فوق كفي… قصاد عيني… ومني قريبة. لم ترشدني خطواتي لمشواري. تراودني تلك الكوابيس يومياً، حتى أنني أصبحت أخشى النوم. تهبط علي أحلامي مفزعة.. كئيبة… أرى نفسي أسير مشواري.. صورتي رديئة.. سوداء.. متقطعة.. أسير مشوش.. مهترىء منحني.. لا تقدر قدماي على حملي… أحمل فوق ظهري أحد أحجار الهرم الأكبر العملاقة تدكني للأسفل… لقد تقزمت… تمر أمامي وجوه أعرفها وتعرفني.. وجوه أحببتها و وجوه أخرى أمقتها… أحاول النهوض لا أستطيع، كأنما تم تقيدي من يداي إلى قدماي… أحاول النداء لمساعدتي لا أستطيع، كأنما قطع لساني… وأحاول الاستيقاظ لا أستطيع كأنني رحلت في غيبوبة الموت.. لا ينقذني سوى صوت زوجتي وهي تحاول إيقاظي تقراء لي القرآن، تمسح وجهي بكفها المبلل بالماء، لأعود إلى الحياة، مرة أخرى أستجمع أنفاسي. وأسأل أين أنا؟