صواريخ الغدر الصهيونية اخترقت الأجواء العائلية وسرقت أفرادها
في إحدى زوايا غزة المنكوبة، قبل أسبوعين فقط، ارتفعت أرواح تسعة أفراد من عائلة الشيخ إلى السماء. لقد كُتبت صفحة جديدة من الألم في سجل المعاناة المستمرة التي تعيشها غزة.
ما كان يُفترض أن يكون لحظة بسيطة لكسر روتين الحرب، تحول إلى كارثة. الأب والأم، اللذان انتظرا لعشرين عامًا حتى أنجبا طفلهما الوحيد عبر عملية التلقيح الصناعي، كانا يفخران بابنهما، الذي بدأ للتو أولى سنواته في كلية الطب. هذا الابن، الذي كان ثمرة الأمل لوالديه، استشهد مع عائلته عندما قرروا زيارة بيت أخته لشرب فنجان قهوة بعيدًا عن رعب الحرب.
زيارة عائلية تحولت إلى مأساة بفعل صاروخ إسرائيلي
تلك الزيارة، التي لم تكن لتمر إلا لبضع دقائق، انتهت بتدمير حياة بأكملها.

صاروخ من طائرات الاحتلال الإسرائيلي جاء ليحطم المنزل على رؤوسهم جميعًا، ليمحو العائلة من السجل المدني. الأب، الأم، الابن، والأخت وزوجها وأربعة من أبنائها، جميعهم رحلوا بلا وداع. في لحظات قصيرة، أُزهقت حياة ثمانية شهداء، دون أن يُنقل الخبر بشكل كافٍ في وسائل الإعلام. العالم لم يهتز للجرح العميق الذي خلفه هذا الهجوم.
آلاف العائلات تحت القصف والدمار المستمر
هذه العائلة، كغيرها من آلاف العائلات، دُمرت منذ بدء الحرب الصهيونية على غزة قبل قرابة عام. لم تفقد فقط أفرادها، بل فقدت أيضًا المنزل الذي احتضن ذكرياتهم. هذا المنزل يبقى شاهدًا على الحطام. تركت عائلة الأخت ثلاثة فتيات مع أخيهن الأصغر، يكابدون المعاناة ويتجرعون لوعة الفراق. فجأة، فرق هذا الفراق أجواءهم العائلية، التي كانوا يعيشونها ببساطة رغم قسوة الحرب.
ووسط هذه الأهوال، يقف العالم العربي في صمت، وكأن الدماء التي تسيل على تراب غزة ليست من دمائه. المجتمع الدولي، رغم بعض التحركات الخجولة، يبدو أنه ينظر من بعيد. إنه يحرص فقط على سلامة الاحتلال ودولته الزائفة، بينما يعاني المدنيون الأبرياء في غزة من القصف والحصار المستمر.
قصة عائلة الشيخ ليست إلا جزءًا صغيرًا من الصورة الأكبر للمعاناة المستمرة في غزة. هي صرخة في وجه العالم، تذكير بأن الحروب ليست مجرد أرقام وإحصائيات. بل هي قصص حياة تُفقد، وأحلام تُمحى.
غزة المكلومة
12/10/2024



