جباليا تحت القصف.. مشاهد من كارثة إنسانية غير مسبوقة
جباليا تحت النار.. القصف الإسرائيلي يحوّل المخيم إلى مقبرة جماعية.
مع دخول العملية العسكرية، الإسرائيلية، شمال قطاع غزة، يومها الحادي والعشرين، تواصل قوات الاحتلال حملتها التصعيدية، في منطقة جباليا، محوّلة المخيم، والأحياء المجاورة، إلى ساحة حرب خانقة، تمنع حتى التنفس، وسط حصار مشدد على الخدمات الصحية والإغاثية.
أسفر القصف المتواصل، عن استشهاد، ما يزيد على 800 شخص، بينهم أطفال ونساء، إلى جانب تدمير مربعات سكنية كاملة، ومراكز إيواء، في جباليا، وبيت لاهيا، بهدف التضييق على الأهالي، ودفعهم للنزوح جنوبًا، وإعلان المدينة منطقة عسكرية مغلقة.
انهيار الخدمات الطبية
في تصعيد وحشي، استهدفت قوات الاحتلال، مستشفى كمال عدوان، في شمال القطاع، مما أدى إلى اشتعال النيران، في عدة طوابق، وتضرر المستشفى بشكل جسيم، واقتحامه بشكل همجي. نتيجةً لهذا الاعتداء، توقفت المستشفى، عن تقديم الخدمات الطبية، وأُجبرت مستشفيات أخرى، كالأندونيسي والعودة، على التوقف عن العمل، مما حرم آلاف الجرحى من الرعاية الطبية، في هذا الظرف العصيب.
لم يقتصر استهداف الاحتلال على المستشفيات؛ بل دُمّرت سيارات الإسعاف، والدفاع المدني، كما جرى اعتقال أفراد من الطواقم الطبية والمرضى. ونتيجةً للقصف العشوائي، ارتفع عدد الإصابات، والمفقودين تحت الأنقاض، في مشهد قاسٍ، يعزل المدنيين عن أي دعم طبي أو إغاثي.
قصف جماعي للمنازل
في تصعيد إضافي، استهدف القصف الإسرائيلي، 13 منزلاً دفعة واحدة، مما أسفر عن استشهاد، وإصابة نحو 200 شخص في لحظات. صاحَب هذا الهجوم، منع صارم لدخول فرق الإسعاف، والدفاع المدني، لتغدو جباليا، وبيت لاهيا محاصرتين بالموت، فيما يعجز المدنيون عن تلقي أي دعم.
وسط هذا الكابوس الإنساني، يكافح العديد من السكان، من أجل البقاء، دون أي دعم طبي، أو تأمين غذائي، حتى أجبروا على النزوح القسري، فيما اعتُقل الرجال، وترك النساء دون حماية، في مشاهد لا يستوعبها العقل.
ورغم كل محاولات النزوح، لا يزال عشرات الآلاف من الأسر، عالقين في جباليا، وبيت لاهيا، يعيشون وسط أنقاض المنازل، وتحت تهديد الموت، من القصف المتواصل، في ظل غياب الدعم الدولي.
صمت عالمي أمام مأساة جباليا
ورغم الكارثة الإنسانية، يظل المجتمع الدولي، عاجزًا عن التحرك الجاد، لوقف الانتهاكات، ومجازر الإبادة الجماعية، بحق المدنيين، في ظل انعدام الإنسانية، وغياب تام للمساءلة الدولية، وتخاذل المجتمع الدولي.


