ضجيج المفقود
بعيداً عن ضجيج الناس كنت أعيش منفرداً، أكتم عن داخلي فلا يعلم القريب والبعيد ما أجدُ، عبئي وهمي كنت أحمله داخلي فلا يتفلت منه شيء إلا طول الصمت وتغير الوجه.
لكن لا أعرف ما الذي قرب الشبيه بشبيهه، ليس في القلوب فحسب بل في سيرته التي أخفاءها داخله من العبء والكتمان.
كل كان مغلقاً على ما فيه، تزاحمه الهموم ويزاحمه الجميع، ويبقى ما في الداخل ثابتاً لايفيض به للخارج، حتى وجدت القلوب مفاتيحها عند تلك الأنثى، أو عند ذلك الرجل الذي تهاوت أسرار الداخل أمامه.
الأنثى التي أعنيها هي كباقي النساء في كل شيء، لكنها تختلف عنهم أنها امتلكت مفاتيح القلب، فتهاوت أسراره أمامها وكأنه يفيض بين شطر وشطره وشاطئء لشاطئه الآخر.
الأمر يكون مرهقا حين تفقد ذلك الشبيه، أو قل إن كنت تراه ولا تملكه، أو تكون فقدته بالفعل، فتبحث عنه في كل شيء يمكن أن يكون فيه شبه منه.
الضجيج الذي كان داخلك في وقتك السابق سيكون علناً لجميع الناس وأنت تبحث عن مفقودك، أو شبيهه أو حين تستدعي وجوده الذي كان فيه معك.


